يقول الله تعالي في كتابه الكريم إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة
وكذلك يفعلون
ليس وهماً ولكن حقائق مرّه , من الواجب علينا عرض التاريخ وحث الأجيال على القراءه والوقوف على الحقيقه
ليعلموا من هو العدو الخفي وكيفية التعامل معه مستقبلاً , والحذر منه مهما كانت تصريحاتهم وابتسامات اللقاء
والأحضان الدافئه ……أخوتي سيكون الموضوع مقسماً لثلاث أجزاء .
قد يثير العنوان تساؤلاً أولياً: هل هناك علاقات سعودية إسرائيلية أصلاً؟ أم أن الموضوع يتعلق بإشاعات تبثها وسائل الإعلام، خاصة الإسرائيلية منها؟ ثم إذا كانت هناك علاقات من نوع ما، فما هي حدودها؟ وما هي أهدافها من الجانب السعودي؟ ولماذا السعودية في الأصل بحاجة الى علاقة مع إسرائيل وهي تعلم أنها (علاقة محرّمة) خاصة من بلد يحتضن مقدسات المسلمين، قد تعود بالضرر الكبير ـ ظاهرياً ـ على نظام الحكم السعودي نفسه؟ هل العلاقة مع إسرائيل (ضارّة) فعلاً لآل سعود؟ لماذا إذن تمتليء المنتديات السعودية (خاصة السلفية: موقع الساحات مثلاً، والمخترق من المباحث السعودية) بدعوات لإقامة علاقات مع اسرائيل والتفرّغ لحرب إيران وحزب الله وسوريا على قاعدة طائفية، باعتبار هذه الأطراف أكثر خطراً على (السعودية) وعلى (الإسلام) من إسرائيل نفسها؟!
مما لا شك فيه أن الإعلام والسياسة الإسرائيليين يتوقان الى تطبيع العلاقات مع السعودية والدول العربية والإسلامية عامّة، وإيصال التطبيع الى القاعدة الشعبية، ولذا فإن الصهاينة مدفوعين بأمرين: الحاجة الى كتمان تلك العلاقات من جهة بغرض استمراريتها، والحاجة الى الإعلان عن تلك العلاقات. فبالرغم من فوائد الإعلان النفسية التطبيعية والإختراقية للشخصية العربية، فإنه يمثل إضراراً باستمرار العلاقة مع تلك الدول العربية، كونه يحرجها ويظهرها بمظهر المتآمر. لهذا اعتادت الصحافة الإسرائيلية على تسريب بعض الأنباء عن العلاقات مع دول عربية عديدة، وفي كثير من الأحيان هي أخبار كاذبة، كما هو الحال مع سوريا مثلاً، فيما تقدم تلك الوسائل الإعلامية الإسرائيلية بعض المعلومات القليلة عن تواصل في العلاقات وتدعيمها بالنسبة لبلدان أخرى كالسعودية، مخفية في نفس الوقت ما تحت قمة الجبل من اتصالات وتعاون.
لهذا ليس كل ما ينشره الإسرائيليون صحيحاً، فكثير منه جزء من الحملة النفسية ضد الشعوب العربية. ولذا هناك حاجة ماسّة للتحفظ على كثير من الأخبار الواردة، سواء تعلق الأمر بسوريا أو السعودية أو إيران أو غيرها، عدا تلك الأخبار المؤكدة والواضحة والتي تجري في كثير من الأحيان في وضع (نصف علني). فليس كل ما يقوله الإسرائيليون دليلاً، إلا إذا جاء مع قرائن أخرى، وأدلّة متوازية. نقول هذا، حتى نضع الصورة كأقرب ما تكون أمام الواقع أمام القارئ، خاصة ونحن نتحدث عن علاقات بلد مثل السعودية مع اسرائيل.
لقد كثر الحديث عن علاقات سعودية اسرائيلية قوية خاصة بعد موقف السعودية من حرب تموز 2006م المضاد لحزب الله و (مغامرته) وكيف أن السعودية أوصلت الى اسرائيل رأيها بضرورة مواصلة الحرب حتى (إنهاء قوة الحزب).. ثم جرى الحديث عن لقاء بين الأمير بندر ـ مستشار الأمن القومي السعودي ـ ورئيس وزراء اسرائيل أيهود أولمرت وذلك في ضيافة الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، إضافة الى لقاءات أخرى بين السعوديين والإسرائيليين على مستوى المخابرات. وهي لقاءات لم ينفها أولمرت بشكل قطعي في مؤتمر صحافي، بل أكّدها بإشاراته وهو يبتسم بأنه نفى ما نفاه، وأنه يحق للصحافيين بأن لا يصدّقوا نفيه!
أصول العائلة المالكة
________________
لكن موضوع ارتباط آل سعود باليهود كان ولازال مثار جدل عند شرائح من المواطنين السعوديين، فقد ظهر مبكراً (قبل نحو قرنين من الزمان) زعم بأن آل سعود ينتمون الى جذر يهودي، وأن جدّهم الأعلى إسمه (مردخاي)، في حين يقول آل سعود أنه (مرخان) فيرد عليهم أولئك بأنه لا يوجد إسم كهذا استخدمته قبيلة من قبل. وجاء ناصر السعيد، المعارض النجدي من حائل والذي اختطفه آل سعود وقتلوه فيما يبدو في نهاية 1979م في بيروت بالتآمر مع أطراف فلسطينية، جاء وركّز هذا المدّعى، وهو أن آل سعود من أصل يهودي، وحاول تأصيل الأمر من خلال الشعر الشعبي الذي ظهر مبكراً معبّراً عن ذلك المدّعى (شعر حمدان بن شويعر)، بل أنه زاد في الأمر وحاول وضع تصوّر لشكل اليهودي كعلامة مميزة وأنها تنطبق على آل سعود، مثل: طول الأنف، نافياً في نفس الوقت انتساب آل سعود لفرع (المصاليخ) من قبيلة عنزة.
في وقت مبكر، بدا أن الحرب العثمانية مع الوهابية قد ولّدت ادّعاء النسب اليهودي لآل سعود، خاصة وأن محمد بن عبد الوهاب (زعيم الوهابية) لا يشك في انتمائه القبلي لتميم، ولكنه هو أيضاً اتهم بأنه من أصل يهودي، وأنه مثل آل سعود من يهود الدونمة، وغير ذلك. لكن يبدو ان التركيز اتجه فيما بعد لآل سعود، فهناك رغم الدعايات كلها، غموض في النسب السعودي، خاصة وأن آل سعود جاؤوا بأشخاص ليرسموا لهم شجرة نسبهم، فرسمت شجرات عديدة كان بعضها في عهد الملك سعود.
وفي عهد الملك فيصل، وهذا حقيقي، تم تشكيل لجنة من مستشاريه (المعروفين بالعصبة السورية) للبحث في نسب العائلة المالكة، وكان يلتقي بهم بين الفينة والأخرى، ثم فجأة توقف البحث، ولم ينشر شيء عن ذلك، فيما أفاد أحد المستشارين بأنهم توصلوا الى حقيقة أن النسب السعودي يتصل (باليهود).
وحتى لو صدق هذا، وهو اعتقاد قد يكون صحيحاً، فإن الإسلام يجب ما قبله، ولكن الأفعال السعودية السياسية وغيرها ما برحت تعيد المواطنين الى التفتيش والبحث والإتهام لآل سعود بنسبهم اليهودي. ويمكن ملاحظة أنه منذ الصدام بين التيار العنفي الوهابي وآل سعود بعيد أحداث سبتمبر 2001، زاد الحديث عن الأمر وتكرر الإتهام هذه المرة من حلفاء النظام النجديين الذين يهتمون بموضوع النسب القبيلي ويميزون على أساسه، فتجد أنه غالباً ما يتكرر قول: إن آل سعود ذوو أصول يهودية، والدليل هو أفعالهم.
هل هناك علاقات سعودية إسرائيلية؟
___________________________
من الصعب نفي الحجم الهائل والمستمر من الأخبار والتصريحات على مدار عقود طويلة، والتي تؤكد أن هناك تواصلاً بين السعودية واسرائيل سياسياً واستخباراتياً واقتصادياً، الى حد خشيت الولايات المتحدة من انكشافه للرأي العام العربي. في وثيقة قدّمت لكلينتون بداية عهده تتعلق بالملك فهد (على الأرجح أنها كانت في عام 1994) أعدها بشكل مشترك وزارة الخارجية الأميركية ولجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس.. جاء توصيف العلاقة التي انطلقت الى مديات واسعة بين اسرائيل والسعودية في عهد فهد، فتقول:
كما هو دارج في عدم إدراك آل سعود، فإن فهد فهم من حديث بينه وبين الرئيس الأسبق جورج بوش، بأن إقامة علاقات واضحة وقوية مع إسرائيل سيحقّق الأمن في المنطقة. وقد فسّر فهد أمن المنطقة بأنه يعني أمنه الشخصي. ولهذا السبب، ذهب بعيداً في إقامة علاقات إجتماعية مع إسرائيل على المستويين السياسي والعسكري. وبالرغم من المشاركة السعودية في تمويل الدعم العسكري لإسرائيل خلال حرب العراق، في سبيل إبقائها خارج مجال العمل على أمل تفادي أي مواجهات مع الشعب العربي وإفشال أهداف قوات التحالف، والتي تمّت بناء على إتفاقنا مع الملك شخصياً، فإنه لا يزال ينظر الى أن ذلك كمبدأ أساسي أو قانون من أجل السيطرة على سير المفاوضات العربية ـ الإسرائيلية.
ولسوء الحظ هناك قوى في إسرائيل تستغل ذلك لمصالحها الخاصة، بما قد يهدّد عملية السلام بصورة كاملة كما تهدّد أمن السعودية، وخصوصاً في حال تسرّب وثائق محددة عن علاقتها بها (أي بإسرائيل). ومن المحتمل جداً أن يتم ذلك بأيدي الإسرائيليين، في حال لم يستجب النظام ـ السعودي ـ لمطالب محددة بالنسبة لإسرائيل. ويزوّد النظام السعودي إسرائيل بالخطط المالية والتنسيق في إطار مشاريع مشتركة، سواء داخل أو خارج السوق الشرق أوسطية.
ومن خلال تبني موقف تقاربي مع منظمة التحرير على حساب منظمة حماس، فإن النظام السعودي يحاول أن يخفي علاقاته الحقيقية مع حماس .
إن هذه الخطوات السعودية ـ الإسرائيلية غير المحسوبة تتسبب في مشاكل كثيرة بالنسبة لنا، ولن تفضي إلى علاقات أمنية صحية بين فهد واسرائيل خارج سياق سياستنا. لقد أشرنا إلى ذلك بصورة واضحة لكل منهما. ولكن فهد يحاول أن يجد مبرراً، بمعنى أنه يريد هذه العلاقات مع اسرائيل كإستمرار للعمل المشترك في اليمن في الستينيات في ضوء تسارع الأحداث بين الحكومتين في اليمن.
يلاحظ مما قيل أعلاه بأن العلاقات السعودية الإسرائيلية قديمة، وأن التنسيق بينهما موجود منذ الستينيات الميلادية، أي منذ حرب اليمن (حسب الوثيقة) على الأقل. ففي تلك الفترة رأت السعودية واسرائيل مصلحة مشتركة بينهما في إشغال عبدالناصر وإضعافه، وحين سقط في حرب الـ1967م، لم يكن أحدٌ فرحاً بتلك الهزيمة كفرح الأمراء السعوديين، فقد تخلّصوا أخيراً من عنصر التهديد الأول لحكمهم.
(حرب اليمن) 1962-1970، لم تكن بداية العلاقة، ولكن يمكن اعتبارها (بداية الإنطلاقة) في العلاقة بين اسرائيل والسعودية، فلأول مرة يلتقي مسؤولو البلدين اتصالاً رسمياً عبر جوليان إيمري، عضو مجلس العموم البريطاني من المحافظين الحاقدين على مصر، وعبر الوزير دنكان سانديز. إيمري ذكر في كتابه: (الصراع على اليمن) بأنه أخبر الملك فيصل بأن نجاح عبدالناصر في اليمن يمثل خطراً على الإحتياطات النفطية وينذر بالشر، ولذا على جميع الأطراف مقاومته، وقال بأنه هو الذي اقترح على فيصل جعل اليمن مصيدة لعبدالناصر كيما تستنزفه في حرب أهلية، وهذا يتطلب تشكيل إطار سياسي لمواجهة الناصرية، من خلال إعطاء دور لإسرائيل وتخفيف العداء السعودي الهاشمي، وهو ما تمّ فعلاً.
ويقر ايمري في كتابه بأن عدنان خاشقجي ـ الذي أصبح مقرّباً من فهد ـ بأنه كان قبل ذلك التاريخ على علاقة مع الإسرائيليين قبل أن تتوضح تماماً في السبعينيات والثمانينيات الميلادية، وأنه هو الذي وفر ميزانية لشراء أسلحة واستقدام مرتزقة اسرائيليين وبريطانيين وفرنسيين وبلجيكيين وجنوب افريقيين تم ارسالهم لليمن لدعم وتسليح القبائل اليمنية الموالية للسعودية والملكيين والمناهضة لعبدالناصر. ولكي يتم التواصل بشكل مستمر، افتتح مكتب ارتباط سعودي ـ إسرائيلي في بيروت تحت غطاء تجاري.
النشاشيبي: مبعوث فهد لاسرائيل
_________________________
الخبير العسكري الإسرائيلي هيرش غودفان، كتب للجيروزاليم بوست (12/10/1980) ان تفاهماً غير مكتوب أبرم بين إسرائيل والسعودية في الفترة الواقعة بين النكسة وحرب اكتوبر 1967-1973، يتيح لإسرائيل التدخل مباشرة وبالنيابة عن أميركا والسعودية لصالح الأخيرة في حال قررت مصر التحرّش بالسعودية المتخمة بالمال والمؤيدة من قبل الغرب.
ويرى باحثون اسرائيليون بأن اسرائيل أنقذت السعودية مرتين: الأولى في بداية الستينيات من خلال مساهمة اسرائيل في حرب اليمن ضد عبدالناصر، والثانية عام 1967 حين قامت اسرائيل باحتلال سيناء وتكسير الجيش المصري. ويرى الباحث الكساندر بلاي بأن السعودية واسرائيل أقامتا علاقة حميمة واتصالات قوية أخذت طابع الإستمرارية بعد حرب اليمن وكان الهدف المشترك هو منع عبدالناصر من اختراق الجزيرة العربية عسكرياً. وأكد بلاي بأن السفير الإسرائيلي السابق في لندن بين عامي 1965-1970 أهارون يميز قد أبلغه بعمق العلاقة التي أقامها الملكان سعود وفيصل مع الإسرائيليين في مواجهة العدو المصري، وهو أمرٌ أعاد تأكيده فرد هاليداي في كتابه: (الجزيرة العربية بلا سلاطين) حيث أشار الى أن فيصل طلب من اسرائيل التدخل لحمايته من عبدالناصر، وأن الأخيرة شحنت كميات كبيرة من الأسلحة، مستخدمة طائرات بريطانية وألقتها من الجو فوق مناطق نفوذ القبائل
الداعمة للملكية اليمنية. للحديث بقيه